أخبارمنظمات

أونروا تصدر تقريرها الأسبوعي بشأن الوضع الإنساني في غزة

أصدرت أونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) تقريرها عن الوضع داخل قطاع غزة خلال الفترة من 3 إلى 9 يوليو/تموز 2025، في ظل تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية قصفها المكثف من الجو والبر والبحر على قطاع غزة وتوسيع عملياتها البرية.

وذكرت الوكالة أن ذلك أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وتدمير البنية التحتية وتشريد أعداد كبيرة من السكان، فيما تعيش الأغلبية في ظروف غير إنسانية، ويبحثون عن مأوى في أي مكان يمكنهم الوصول إليه، بما في ذلك المباني المتضررة أو المدمرة ومواقع الإيواء المكتظة والمناطق المفتوحة. ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تم الإبلاغ عن وقوع اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية.

أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه في الفترة بين 1-8 يوليو/ تموز، تعرضت ما لا يقل عن سبع مدارس تؤوي نازحين للقصف، بما في ذلك بعض المدارس التي تعرضت للقصف من قبل. وأسفرت الهجمات عن مقتل 42 شخصا وإصابة عدة أشخاص آخرين وتشريد عشرات العائلات – العديد منها عاد إلى المدارس المتضررة لعدم وجود مكان آخر يذهبون إليه.

في 9 يوليو/ تموز، نشر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على منصة إكس (المعروفة سابقا باسم تويتر) أن “بحسب تصريحات لمسؤولين إسرائيليين هناك نية لتنفيذ عملية نزوح قسري واسعة النطاق جديدة للفلسطينيين في غزة باتجاه رفح. سيؤدي هذا إلى إنشاء معسكرات مكتظة ضخمة على الحدود مع مصر للفلسطينيين الذين عانوا من النزوح جيلاً بعد جيل. وهذا سيحرم الفلسطينيين أيضًا من أي أمل في مستقبل أفضل في وطنهم”.

حصار وقتل الجائعين

منذ 19 أيار، وبعد ما يقرب من 80 يوما من الحصار المفروض على دخول المساعدات والإمدادات الأخرى إلى قطاع غزة – بما في ذلك الغذاء والأدوية والوقود – لم تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلية سوى لعدد محدود من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية بإدخال القليل من المساعدات إلى غزة. ومع ذلك، لا يزال دخول المساعدات يمثل تحديا. ولم تتمكن الأونروا من إدخال أي إمدادات إنسانية منذ أكثر من أربعة أشهر (منذ 2 آذار).

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، لا تزال هناك تقارير عن وقوع إصابات واسعة النطاق بين الأشخاص الذين يحاولون الحصول على الغذاء في قطاع غزة، بما في ذلك أثناء اقترابهم أو تجمعهم عند نقاط التوزيع العسكرية في رفح ودير البلح أو أثناء انتظارهم للشاحنات التي تحمل إمدادات المساعدات. ووفقا للمكتب، أفادت وزارة الصحة في غزة أن 773 شخصا قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 5101 شخصا أثناء محاولتهم الحصول على إمدادات غذائية منذ 27 أيار 2025.

أقرأ أيضًا|المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة يعيشون على مساحة أقل من 55 كم مربع

وأكدت أونروا أن الحصول على الموارد الغذائية الأساسية لا يزال شديد الخطورة ومقيدا بشدة، يستمر سوء التغذية في الازدياد، خاصة بين الأطفال. ووفقا لتقييم برنامج الأغذية العالمي، فإن ما يقرب من شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة يظل دون طعام لعدة أيام، ما يعرض المزيد من الناس لخطر الموت جوعا. وتوفي طفل يبلغ من العمر سبعة أشهر بسبب سوء التغذية في 8 تموز.

نقص الوقود يؤثر على خدمات المياه والصرف الصحي

بالإضافة إلى تعرض خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة لقيود شديدة بسبب نقص الوقود، ما يؤثر بشكل مدمر على الصحة العامة وحصول الناس على الضروريات الأساسية، بما في ذلك المياه. وأوضح المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي مورييرا دا سيلفا، أن الفرق الإنسانية اضطرت إلى اتخاذ قرار بإعطاء الأولوية للوقود لمحطة تحلية المياه على مضخات الصرف الصحي، مضيفا أن “هذا يعني أن مياه الصرف الصحي ستغمر الشوارع مرة أخرى في بعض المناطق، فوق كل شيء آخر”. وفي الوقت نفسه، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه اعتبارا من 4 تموز، فإن 80 بالمئة من أصول ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية تقع الآن ضمن المنطقة العسكرية الإسرائيلية أو في المناطق التي صدرت بشأنها أوامر نزوح منذ 18 آذار.

نظرا لتدهور الوضع الصحي العام، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تحذر مجموعات المياه والصرف الصحي والنظافة والصحة من تزايد الأمراض المنقولة بالمياه، حيث يشكل الإسهال المائي الحاد 39 بالمئة من الأمراض المبلغ عنها، إلى جانب حالات الإسهال الدموي ومتلازمة اليرقان الحاد التي تم الإبلاغ عنها في مواقع النزوح المكتظة.

لا تزال الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه تحديات تشغيلية خطيرة، بما في ذلك الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمرافق الصحية، ومقتل طواقم طبية، والعقبات التي تعترض التنقل الآمن، والقيود المفروضة على دخول الإمدادات الطبية والوقود الضروري. إن هذا يجبر المستشفيات القليلة المتبقية على تقنين الموارد و/أو تعليق الخدمات الحيوية.

أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن مختبرات غزة وبنوك الدم فيها تواجه نقصا حادا في وحدات الدم ومكوناته، وفقا لوزارة الصحة. ومع ذلك، على الرغم من الحاجة الملحة التي تفاقمت بسبب تزايد عدد المصابين، أصبحت جهود وزارة الصحة لتشجيع التبرع بالدم في المجتمع غير فعالة، حيث أدى انتشار سوء التغذية وفقر الدم إلى عدم قدرة الكثير من الناس على التبرع بالدم.

تعاني الخدمات الطبية التي تقدمها الأونروا من نقص حاد في الموارد. إن أكثر من نصف (أو 51 بالمئة) الإمدادات الطبية الأساسية قد نفدت بالفعل، ومن المتوقع أن تنفد أكثر من خمسها (22 بالمئة) في غضون أقل من شهرين. وتشمل الإمدادات المتضررة الأدوية للأمراض غير المعدية، والمضادات الحيوية ومضادات الطفيليات، والمستحضرات الجلدية ومستحضرات العيون، والأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات، ومنتجات الجهاز الهضمي، والأدوية التنفسية، ووسائل تنظيم الأسرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى