كشفت منظمة مجتمع مدني غير حكومية تدعى لويز ميشال، أن السلطات الإيطالية جمدت عمل سفينة الإنقاذ الألمانية لويز ميشال، المتخصصة في إغاثة المهاجرين واللاجئين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.
وكشفت المنظمة أن السلطات الإيطالية جمدت عمل السفينة، منذ السبت الماضي 25 مارس 2023، قائلة إن هناك عشرات القوارب تستغيث جنوبي إيطاليا في هذه اللحظة، لكن الحكومة الإيطالية تمنعنا من لإنقاذهم، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق.
من جانبهم أكدت قوات خفر السواحل الإيطاليون، في بيان، تعليق عمل السفينة، وذلك بعدما خالفت الأوامر، فبعد تنفيذ عملية إنقاذ أولى في المياه الليبية كان يتعيّن على السفينة لويز ميشال التوجّه إلى ميناء تراباني في صقلية (جنوب)، لكنّها لم تمتثل للأمر وتوجّهت صوب 3 قوارب أخرى للمهاجرين.
وأضاف البيان الصادر عن خفر السواحل الإيطالي، أن منع لويز ميشال من تنفيذ عمليات إغاثة عدّة في الوقت نفسه، يهدف إلى تجنّب صعود عدد من الأشخاص على متنها قد يعرّضها للخطر، أو يهدّد سلامة قوارب المهاجرين الذين تنقذهم.، وفقا لتعبيرهم.
لويز ميشال هي سفينة قديمة كانت تتبع البحرية الفرنسية، تجوب البحر الأبيض المتوسط بهدف مساعدة عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا كلّ عام، على متن قوارب مكتظة في الغالب.
وفي الأيام الأخيرة، وصل آلاف المهاجرين غير النظاميين إلى جزيرة لامبيدوزا، قبالة الساحل الشرقي لتونس، على متن قواربهم أو قوارب خفر السواحل الإيطاليين، وأنقذت لويز ميشال من جهتها 180 شخصاً في البحر وأنزلتهم في الجزيرة.
تجدر الإشارة إلى أنّ سفن المنظمات غير الحكومية لا تنقذ إلا نسبة صغيرة من المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا، في حين يُصار إلى إنقاذ معظمهم من قبل خفر السواحل الإيطاليين أو البحرية الإيطالية، في الوقت الذي تتهم فيه حكومة إيطاليا الجمعيات بالعمل كقوة جذب للمهاجرين، وكذلك بتشجيع المهربين.
ومنذ تولّي الحكومة الإيطالية المشكّلة من أحزاب معظمها من اليمين المتطرّف مهامها في أكتوبر 2022، زادت العقبات أمام أنشطة السفن الإنسانية في البحر الأبيض المتوسط، وبدأت مواجهة مع الشركاء الأوروبيين لحضّهم على استقبال مزيد من المهاجرين الذين يصلون إلى الشواطئ الإيطالية.
وقد دخل مرسوم حيّز التنفيذ مطلع العام الجاري، يُلزم السفن الإنسانية القيام بعملية إنقاذ واحدة في كلّ رحلة. لكنّ منتقديه يرون أنّه يزيد من خطر الموت في البحر الأبيض المتوسط الذي تعدّه المنظمة الدولية للهجرة الطريق الأشدّ خطورة في العالم الذي يسلكه المهاجرون. وبحسب تقديرات هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة، فقد فُقد 1.417 مهاجراً في هذا الطريق في عام 2022 الماضي وحده.