تقارير

القصف المتواصل يهدد المرضى والنازحين في مستشفى ناصر الطبي بقطاع غزة

حاصرت الدبابات الإسرائيلية وقصف الطيران مستشفى ناصر الطبي في خانيونس بقطاع غزة وأجبرت النازحين الذين قُدر عددهم بحوالي 30 ألف نازح بالإضافة للطاقم الطبي ومئات المرضى لترك المستشفى والنزوح سيرًا على الأقدام في اتجاه رفح.

القصف المتواصل تسبب في انهيار الخدمات الصحية في المستشفى الذي يُعد أكبر مرفق صحي يعمل في قطاع غزة حاليًا، بحسب منظمة أطباء بلا حدود ما يُهدد حياة آلاف من السكان في خانيونس والعديد منهم نازحين من مناطق الشمال اتخذوا من خانيونس منطقة سكن بعد اندلاع العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

 

350 مريضًا محاصرين داخل المستشفى

أصبحت القدرة الجراحية فيه شبه معدومة، وتعيّن على قلة من العاملين الطبيين في المستشفى أن يدبروا أمورهم باستعمال موارد ضئيلة لا تكفي للتعامل مع حوادث الإصابات الجماعية كتدفق أعداد كبيرة من الجرحى.

بقي في مستشفى ناصر بين 300 و350 مريضًا، وهم غير قادرين على الإخلاء بسبب خطورة الوضع وعدم وجود سيارات إسعاف. يعاني هؤلاء المرضى من إصابات مرتبطة بالحرب كجروح مفتوحة وتمزقات ناجمة عن الانفجارات وكسور وحروق. وفي 24 يناير/كانون الثاني، توفي مريض واحد على الأقل في المستشفى بسبب عدم توفر طبيب متخصص بجراحة العظام، وفقًا لأطباء بلا حدود.

وتوضح المنسقة الطبية لأطباء بلا حدود في فلسطين غيوميت توما، “إن نقص الرعاية الطبية يهدد حياة السكان. وبعدما أمسى الوصول إلى مستشفى ناصر ومستشفى غزة الأوروبي غير ممكن تقريبًا، لم يعد يتوفر نظام رعاية صحية في غزة. تعدّ الهجمات المنهجية على مرافق الرعاية الصحية غير مقبولة، ويجب أن تتوقف على الفور ليتمكن الجرحى من تلقي الرعاية التي يحتاجونها. لقد أُخرج النظام الصحي بأكمله عن الخدمة”.

 

تدهور الوضع الصحي

رامي ممرض يعمل مع أطباء بلا حدود وهو عالق الآن في مستشفى ناصر. ويصف شعوره بالعجز خلال حادثة إصابات جماعية وقعت في 25 يناير/كانون الثاني وأسفرت عن وصول 50 جريحًا وخمسة متوفين إلى غرفة الطوارئ في الوقت نفسه.

ويوضح، “لم يبقَ أي موظف في غرفة الطوارئ في مستشفى ناصر. ولم يتوفر أي سرير، بقي فقط عدد من الكراسي وبعض الممرضين من دون كوادر أخرى. أخذنا المرضى إلى غرفة الطوارئ لتقديم الإسعافات الأولية؛ وعملنا بما أتيح لنا لوقف النزيف وفرز المرضى. كان هذا الحدث مروعًا وأثر عليّ بشدة من الناحية النفسية”.

في المستشفى، توشك الإمدادات الأساسية كالشاش على النفاد. ويشرح رامي، “توجهت إلى غرفة الجراحة اليوم لاستقبال مريض في قسمنا وطلبت من العاملين المتبقين إن كان بإمكانهم تزويدي بشاش للبطن. أجابوني أن ليس لديهم أي فائض وأنهم يستعملون كل ما لديهم على عدة مرضى”.

ويضيف، “إنهم يستخدمون الشاشات على مريض في المرة الأولى، ثم يعصرون الدم منها ويغسلونها ويعقمونها ويعيدون استخدامها مع مريض آخر. هذا هو الوضع في غرفة العمليات في مستشفى ناصر، أيعقل ذلك؟”.

وتطالب أطباء بلا حدود أن تبقى المستشفيات أن تظل أماكن محمية، ويجب السماح للسكان والعاملين الطبيين بالوصول إلى الرعاية الطبية وتوفيرها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى