تطوع مجموعة من المعلمين في مصر وأطلقوا مبادرة كن عونًا لتعليم الأطفال اللاجئين في مصر والمتسربين من التعليم، بدون مقابل. كن عونًا هي مبادرة مجتمعية بدأت في العمل مطلع عام 2022، مُستهدفة الأطفال من اللاجئين السوريين والجنسيات الأخرى، من خلال مجموعة من الأنشطة التعليمية.
يبحث معلمو كن عونا عن هؤلاء الأطفال في الأحياء والمناطق المختلفة لتعويضهم عن الدراسة في المدارس النظامية وأجواء الدراسة والأنشطة المدرسية، بحسب تصريحات لمحمد قنبر، معلم لغة عربية ومتطوع في مبادرة كن عونًا.
تُقدم المبادرة خدماتها لأطفال من جنسيات مختلفة سورية، وسودانية، ومصرية، ويمينة.
تُنظم الدروس والأنشطة في أي مكان عام مُتاح لاستقبال الأطفال وعقد الأنشطة، وفقًا لمحمد قنبر، قد يكون ذلك المكان مسجد أو منزل، أما عن تكلفة الأنشطة قال إنها رمزية أو مجانية مشيرًا لتنظيمه أنشطة صيفية مجانية بالكامل.
تُركز الحملة على رفع مستوى الطلاب في القراءة والكتابة باللغة العربية، وأساسيات اللغة الإنجليزية والرياضيات، وكذا تُقدم تدريبات توعوية حول حماية المرأة والطفل من التحرش الجنسي وحقوق ذوي الإعاقة وتأهيلهم، بالإضافة لدورات لتمكين المرأة في بعض الأعمال اليدوية.
وعن الأسباب التي دفعت قنبر لإقامة المبادرة، أوضح أنه بعدما وصل لمصر منذ حوالي العام و3 أشهر لاحظ تسرب كبير للأطفال السوريين من التعليم، رغم معاملة الطالب السوري كالمصري في المدارس الحكومية، إلا أن اتجاه الأهالي نحو التعليم الخاص والذي ارتفع سعره أودى بالكثير من الأطفال للتسرب من التعليم.
من جانبها قالت آلاء حسن، اختصاصية نفسية مُشاركة في المبادرة، إنه هناك تسرب كبير من التعليم، وتحاول المبادرة ان تكون همزة الوصل بين الطفل والمدرسة، ليكون هناك تكامل، خاصة في وجود توافد كبير من السوريين إلى مصر، مُضيفة إن المبادرة تقدم إرشادات ونصائح ومعلومات لمساعدة الأطفال.
9 ملايين مهاجر ولاجئ يقيمون في مصر
يقيم في مصر قرابة 9 ملايين مهاجر ولاجئ وطالب لجوء من 133 دولة مختلفة، يمثل السودانيون 4 ملايين مهاجر يليهم السوريون بقرابة 1.5 مليون لاجئ، إضافة إلى مليون يمني ومليون ليبي بإجمالي 80% من المهاجرين واللاجئين الموجودين على أرض مصر، بينما يُشكل المهاجرون من 129 دولة أخرى قرابة مليون ونصف المليون نسمة تمثل نسبة 20%، وفقا لإحصائيات منظمة الهجرة الدولية.
35 عاما هو متوسط عمر المهاجرين فى مصر، وفقا لإحصائيات المنظمة، مع نسبة متوازنة بين الذكور والإناث: 50.4٪ و49.6٪ على التوالي، ويقيم أكثر من النصف منهم في 5 محافظات، هي: القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، دمياط، والدقهلية، بنسبة إجمالية تبلغ 56%، بينما يعيش الباقي في محافظات مختلفة.
تؤكد منظمة الهجرة، أن الامتيازات التي توفرها الحكومة المصرية تجاه المهاجرين واللاجئين هو السبب الرئيسي لجذب مصر هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين واللاجئين على أراضيها، إضافة إلى الخطاب الإيجابي للحكومة، فقد عملت الحكومة على إدراجهم في النظام التعليمي والطبي الداخلي، ولم تفرق كثيرا بينهم وبين المصريين، رغم أن المصريين أنفسهم تحديات في هذين القطاعين تحديدا، ولكن الحكومة لم تمنع أي من المقيمين على أراضيها من الحصول على كل الخدمات التي تضمن لهم حقوقهم الأساسية.