تقارير

نكبة جديدة.. نزوح الفلسطنيون من شمال قطاع غزة سيرًا على الأقدام

حدد الاحتلال ممرًا وصفه بالآمن على طول شريان المرور الرئيسي على طريق صلاح الدين لـ نزوح سكان شمال قطاع غزة إلى الجنوب يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا.

وهي عملية تهجير قسري يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي إذ نصت المادة 49 من اتفاقية جنيف 1949 على “يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أياً كانت دواعيه”.

الممر الذي حددته دولة الاحتلال على أنه سيكون آمن لحركة النازحين سيرًا على الأقدام من الشمال للجنوب، لم يكن آمن إذ وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، شهادات لنازحين عبروا على مدار الأيام الثلاثة الماضية الممر المعلن عنه وتحدثوا عن عن حوادث قتل واعتقال وإذلال متعمد لهم.

 

أشلاء وجثث

من هؤلاء إياد زكريا 43 عاما) من سكان مدينة غزة، إنه وعائلته المكونة من 7 أفراد ووالدته المسنة أجبروا على السير مشيا على الأقدام لنحو سبعة كيلو مترات للنزوح إلى جنوب القطاع.

ذكر في شهادته أن الجيش الإسرائيلي يحظر وصول أي مركبات على بعد حوالي 4 إلى 5 كيلومترات من نقطة عسكرية يقيمها على مشارف مدينة غزة في منطقة (نتساريم) ويجبر النازحين على رفع ذراعهما طوال سيرهما وحمل رايات بيضاء.

كما قال إنه شاهد عشرات الجثث متقطعة أشلاء وبعضها متفحمة غالبيتها لنساء وأطفال ملقون على الأرض وآخرون داخل سيارات مدنية تم استهدافها بالقذائف، طوال المسافة المؤدية إلى النقطة العسكرية وبعدها، فيما تم اعتقال شابين كانا على مقربة منه بعد التدقيق في هواياتهما الشخصية.

 

قصف مدفعي

وفي شهادة لـ سعادة عوض، امرأة ثلاثينية نزحت مع عائلتها المكونة من 11 فردًا، بعد إجبارهم من الجنود الإسرائيليين على ترك بعض مقتنياتهم الشخصية والسير لمسافات طويلة وهم يلوحون بأذرعهم.

قالت سعادة إن إطلاق القذائف كان مستمرًا فوق رؤوسهم، كما أنها خلال الطريق شاهدت إصابة عائلة من 5 أفراد كانت خلفها بنحو 500 مترا بقذيفة مدفعية دون أن تتأكد من مصيرهم وسط أجواء الرعب التي عانوها.

 

عاين المركز الأورومتوسطي فيديوهات لعمليات النزوح على الطريق، تُظهره مدمر ومليء بالأفراد، ووصفت تجاوزه بأنه أمر بالغ الصعوبة على كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والمرضى والنساء.

ووصف أبو خليل، رجل مسن، للمرصد رحلة عبور الطريق، إذ نزح من مخيم الشاطئ للاجئين وأصابه الإعياء خلال النزوح.

وقال إن شارع صلاح الدين هو ساحة موت وليس ممر آمن، لافتا إلى إصابة أحد أحفاده بجروح في ذراعه بإطلاق نار استهدفه.

وذكر الرجل أن أبناءه أجبروا على حمل حفيده المصاب وهو فتي يبلغ 16 عاما والسير به لأكثر من 3 كيلو مترات بينما الدماء تنزف منه، معتقدا أنه تم استهدافه بشكل مباشر بسبب رفعه راية بيضاء.

 

 

وكان المرصد الأورومتوسطي حذر منذ صدور أمر الإخلاء الإسرائيلي من مخاوف قانونية وإنسانية خطيرة ومخاوف على سلامة المدنيين الفلسطينيين فضلا عن كونه يشكل تهجيرا قسريا وترانسفير ينتهك القانون الدولي الإنساني وقد يرتقي إلى جريمة حرب.

وقال إن إسرائيل لا تكتفي بالتهجير القسري للمدنيين في غزة بل إنها لا توفر لهم ملجأ آمن أو وسيلة للنزوح بأمان بل وتستهدفهم خلال ذلك لتخرق بشكل صريح قوانين الحرب التي تحظر “أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساسا إلى بث الذعر بين السكان المدنيين”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى