تقاريرحقوقشكاوى

النساء في غزة يعانين من نقص النظافة والرعاية الشخصية

تعتبر النساء والفتيات من بين الفئات الأكثر ضعفا في أي مجتمع. وعادةً ما يتفاقم ضعفهم في أوقات الأزمات، مثل تهجير سكان غزة بسبب الحرب. وهُجرت ما يقرب من مليون امرأة وفتاة، وقتل أكثر من 17 ألف امرأة وطفل منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول.

النساء في غزة يفتقرن الخصوصية

تعاني ملاجئ النازحين داخلياً من الاكتظاظ بشكل لا يطاق مع القليل من الخصوصية أو انعدامها، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات. على سبيل المثال، يعد الملجأ الموجود في مركز تدريب خان يونس التابع للأونروا أحد أكبر الملاجئ في جنوب غزة حيث استقبل 40 ألف نازح و140 ولادة منذ بداية الحرب. وفي رفح، يعني الاكتظاظ أن أكثر من 480 شخصًا يتشاركون في مرحاض واحد.

وذكرت مديرة الاتصالات في الأونروا، جولييت توما، أنه أثناء تواجدها في غزة في الأسبوع الماضي “أخبرتني العديد من النساء أنهن لا يأكلن ويشربن ليس فقط لأنه ليس هناك ما يكفي للتنقل، ولكن أيضًا للحد من الوقت الذي يتعين عليهن قضائه”. سوف نستخدم مرافق المراحيض القذرة وغير الصحية.

 

نقص الفوط الصحية

وتؤكد ميساء، مسؤولة الحماية المساعدة في فريق الحماية التابع للأونروا في مركز مدينة KYTC، أن الفريق يتلقى طلبات عديدة من النساء النازحات للحصول على الفوط الصحية. وتقول: “إن نقص وندرة هذه الإمدادات في السوق المحلية لها تأثير نفسي وجسدي على النساء”. وأكدت إحدى الأمهات الشابات هناك أن محاولات استخدام بدائل محلية الصنع للفوط الصحية تؤثر سلباً على صحتها ورفاهتها. وتضيف أنها تواجه إحراجاً كبيراً داخل عائلتها ومجتمع النازحين بشكل كبير.

 

بشكل عام، يوجد في غزة أكثر من 690 ألف امرأة حائض ومراهقة يحتاجون إلى منتجات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية، بالإضافة إلى الوصول إلى المياه النظيفة والمراحيض والخصوصية. ولسوء الحظ، لا تستطيع الأونروا تلبية الطلب المرتفع على مستلزمات النظافة لأن المخزون إما نفذ بالكامل أو وصل إلى مستويات منخفضة للغاية. وتؤدي هذه الندرة إلى تعريض النساء والفتيات لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية والمخاطر المرتبطة بالحماية.

 

وأدى إغلاق معظم المتاجر والصيدليات في خان يونس إلى تفاقم هذا الوضع. وتؤكد الدكتورة نسرين التي تعمل في المركز الصحي التابع للأونروا الذي يخدم ملجأ مدينة KYTC، أن مجموعات النظافة الموزعة على النساء في الملجأ لا تحتوي على فوط صحية كافية. وتقول: “إن ندرة هذا المنتج في الأسواق أدت إلى ارتفاع أسعاره، مما جعل من الصعب على النازحين شراءه”.

 

وحتى الآن، قامت الأونروا بتوزيع أكثر من 80 ألف مجموعة من مستلزمات النظافة العائلية على النازحين في غزة منذ بداية الحرب. وستكون الوكالة قادرة على تقديم المزيد من نفس الشيء بدعم من الاتحاد الأوروبي الذي ساهم حتى الآن بما مجموعه 14 مليون يورو للنازحين داخليا لتوفير مواد دعم المأوى، بما في ذلك الإمدادات مثل مستلزمات النظافة. ولسوء الحظ، ستكون هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للتخفيف من حدة الوضع الإنساني الكارثي، والذي يزداد حدة بشكل خاص بين النساء والفتيات المستضعفات.

لا يزال تقديم المساعدات الإنسانية يواجه تحديات لا يمكن التغلب عليها، بما في ذلك القصف المستمر والقيود على الوصول. إن مستوى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التي تدخل قطاع غزة هو الحد الأدنى وأقل بكثير مما يحتاجه السكان المدنيون للبقاء على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى