تقارير
أخر الأخبار

“هنزرعها بعون الله”.. مبادرة للزراعة المنزلية في غزة لمواجهة تجويع الاحتلال

تقرير: سلمى نصر الدين

بينما تُشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لارتفاع مؤشرات سوء التغذية الحاد والوخيم بين الأطفال في قطاع غزة وتحديدًا في شماله، وأصبح طفلًا بين كل 3 أطفال مُصاب بسوء التغذية الحاد، وتخلت العديد من الأسر عن وجباتها واعتمدت على نبات الخبيزة لانعدام الطعام وشح المياه، لتعمد الاحتلال منع دخول المساعدات، خرجت مبادرة للزراعة المنزلية في محاولة لتوفير الحد الأدنى من الطعام ويحقق الاكتفاء الذاتي للأسر.

 

الزراعة فطرة ولن نتركها

المبادرة أطلقها المهندس الزراعي يوسف صقر ابن مدينة بيت لاهيا الواقعة في شمال القطاع، البالغ من العمر 24 عامًا، يتحدث يوسف عن دوافعه لإطلاق تلك المبادرة رُغم ما يعيشه القطاع من استمرار القصف الإسرائيلي، قائلًا: إنه يعمل بالزراعة منذ فترة طويلة فأهله مزارعين، ويرى أن الزراعة فطرة موجودة في أهل غزة ولن يتركوها أبدًا مهما كان الوضع.

 

ويُضيف في حديثه لـ المهاجر، “إحنا الزراعة بدمنا وما بنقدر نتركها بالرغم من كل شيء مرينا فيه بالقطاع… وأنا شخصيًا كوني مهندس زراعي مجبور أني أوصل رسالتي للعالم وأقف مع مزارعينا أو مع أي حد بيقدر يزرع بهدا الوضع”

 

مزروعات يوسف في غزة
مزروعات يوسف في غزة- بإذن لـ المهاجر

يستهدف يوسف من مبادرته، التي أطلق عليها اسم “هنزرعها بعون الله”، زراعة مراكز الإيواء والمنازل لتوفير الطعام، بدأ يوسف في تنفيذ مبادرته منذ حوالي شهر، لكنه كان يفعل ذلك دون إعلان خوفًا من استهداف جيش الاحتلال، وزرع خلال تلك الفترة محاصيل عدة كـ الملوخية، والكوسا، والبقدونس، والجرجير، والفجل، وسيبدأ في زراعة الباذنجان والفلفل خلال الأيام القادمة.

 

لا مياه أو وقود

يُحيط بيوسف نحو 500 منزل و3 مدارس إيواء، وهم المستهدفين حاليًا من مبادرته، بحسب يوسف فأنه بدأ التواصل مع أهالي منطقته وبدأ في توزيع الشتلات والبذور لزراعتها. ولكن تواجه تحديات عدة أولها شُح المياه بسبب قطع الاحتلال لها، ويقول يوسف في هذا الشأن أنهم يحاولون إيجاد طرق وبدائل لحل تلك المشكلة فالاحتلال قصف الآبار ومولدات الطاقة الشمسية كما أن الوقود أصبح شبه منعدم وارتفعت أسعاره في السوق فبدأوا اللجوء إلى زيت الطعام أو زيت الذرة كبديل للوقود وتشغيل المولدات.

ويستكمل أن المياه تصل لمنطقته مرة أو مرتين في الأسبوع ويستطيع كل فرد يقوم بالزراعة المنزلية تخزين جالون أو وعاء لسقي الزراعات.

مزروعات يوسف في غزة- بإذن لـ المهاجر

 

تسير مبادرة يوسف بشكل جيد وتحمس لها الجيران، وبدأ الطلب على البذور والشتلات لزراعتها، يحاول يوسف توفير الشتلات من خلال تطويرها بمساعدة أخيه فقاموا بتجديد شتلات الفلفل والباذنجان والطماطم، بالإضافة لاعتمادهم على البذور البلدية أو المحلية كاليقطين والقرع الأبيض والأحمر.
كما تواصل مع شركات زراعية وسيحصل منها على بذور الكوسا والملوخية والفجل والجرجير والخيار واللوبيا والفاصوليا.

 

يأمل يوسف أن تستمر مبادرته وتُحقق الاكتفاء الذاتي، وأن يستطيع نشرها وتعميمها في باقي القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى