تقارير

8 سنوات على غرق إيلان الكردي.. البحر المتوسط يبتلع جثامين 1600 طفل

تقرير: سلمى نصر الدين

في 2 سبتمبر 2015، لفظ البحر جثمان الطفل السوري إيلان الكردي (3 سنوات) على أحد الشواطئ التركية. وكان إيلان غرق أثناء محاولة والديه عبور البحر ما بين تركيا وأوروبا هربًا من جحيم الحرب في سوريا.

لكن المركب الذي حمله وأهله غرق، كالآلف من مركب الهجرة غير النظامية، والتي تكون غير مؤهلة للإبحار، بحسب حقوقيين في الهجرة.

 

إيلان الكردي واحد من آلاف الأطفال في المنطقة العربية والشرق الأوسط وإفريقيا الذين تدفعهم ظروف الحرب في بلادهم أو الفقر المدقع للهرب باتجاه البحر المتوسط في محاولة لعبوره إلى شواطئ أوروبا رغبة في حياة كريمة.

 

عام 2015 الأكثر دموية

في 2015 وصل عدد الأطفال المفقودين في البحر المتوسط، والذي يُصنف بأنه أخطر طرق الهجرة في العالم وأكثرها فتكًا، إلى 279 طفلًا وهو المعدل الأعلى خلال الفترة من 2014 وحتى 2023، وفقًا لمشروع المهاجرين المفقودين الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة.

شكل عام 2015 العام الأكثر دموية في حالات الغرق التي شهدها البحر المتوسط، مع لجوء الكثير من السوريين للهجرة غير النظامية عبره هربًا من الحرب في بلادهم، وكان معظم المهاجرين الذين لقوا حتفهم على هذا الطريق من السوريين والعراقيين والأفغان، وكان من ضمنهم الطفل إيلان.

 

 

ورغم تراجع أعداد المفقودين على طريق البحر المتوسط خلال السنوات 2020 و2021، والتي تُرجعها المنظمات الأممية والحقوقية المهتمة بالهجرة إلى سياسات الإغلاق التي اتبعتها الدول أثناء انتشار فيروس كورنا، إلا أن الأرقام عادت لترتفع مرة أخرى في الفترة خلال عامين 2022 و2023.

 

الأطفال ضحايا الصراعات وتغير المناخ

تُقدر منظمة اليونيسف أن حوالي 11 ألف و600 طفل عبروا البحر المتوسط باتجاه أوروبا خلال الستة أشهر الأولى من عام 2023، ما يقرب من ضعف عددهم في نفس الفترة من عام 2022.

يُجبر الصراع وتغير المناخ أعدادًا متزايدة من الأطفال على الشروع في رحلة بحرية خطيرة من شمال إفريقيا إلى أوروبا.

 

ورغم إحصاء المنظمة الدولية للهجرة أعداد الأطفال الغرقى والمفقودين في البحر المتوسط خلال الستة أشهر الأولى بحوالي 97 غريق أو مفقود، إلا أن فيرا كنوس، القائدة العالمية للهجرة والنزوح في اليونيسف، ترى أن الرقم يعادل حوالي 11 طفلاً يموتون كل أسبوع، «بما يتجاوز بكثير ما نسمعه في عناوين الأخبار»، بحسب تصريحات في يونيو/ حزيران الماضي للصحفيين.

 

وقالت “لا يمكننا الاستمرار في تجاهل ما يحدث – الوقوف بصمت عندما يموت ما يقرب من 300 طفل – طائرة كاملة مليئة بالأطفال – في المياه بين أوروبا وأفريقيا في ستة أشهر فقط”.

وأضافت: يبدو أن العالم “يتجاهل عمدا ما يحدث”، بالنظر إلى الأرقام والصمت المحيط بالعديد من هذه الوفيات التي يمكن الوقاية منها.

 

يتجلى ما قالته كنوس في استمرار ارتفاع أعداد الأطفال المهاجرين عبر المتوسط، منذ غرق إيلان في 2015 فرغم أن صورة إيلان قد تسببت في فتح حديثًا حول هجرة الأطفال إلا أن سياسات الهجرة أو التعامل مع الأطفال لم تُسفر عن أي تغير.

كما أن استمرار الصراع في دول الجنوب ونشأة صراعات جديدة يدفع الكثير من الأطفال إلى مصير إيلان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى