تقارير

ثالث أيام الهدنة.. أين وصلت الأوضاع الإنسانية في غزة؟

تدخل الهدنة الإنسانية في غزة ليومها الثالث، إذ بدأت من الصباح الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني في الساعة السابعة بتوقيت غزة.

وأصدر مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية (أوتشا) بيانًا بتفاصيل الأوضاع الإنسانية في داخل غزة، التي استمر العدوان الإسرائيلي عليها 49 يومًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت أوتشا إنه في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، أرسلت 200 شاحنة، دخلت 187 منها غزة بحلول الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي.

وبالإضافة إلى ذلك، عبر 129 ألف لترا من الوقود إلى غزة، فضلا عن أربع خزانات لغاز الطهي.

وحتى الآن، لم تسمح السلطات الإسرائيلية للوقود بالوصول إلى المناطق الواقعة شمال وادي غزة، وقد تم توزيع الجزء الأكبر من المساعدات التي دخلت إلى مناطق جنوب وادي غزة.

وقد شملت المساعدات 500 طن متري من دقيق القمح و155 ألف علبة من المواد الغذائية الجاهزة للأكل تم تقديمها إلى الملاجئ التي تستضيف النازحين، بالإضافة إلى الوقود الموزع على المستشفيات والعيادات وآبار المياه ومحطات تحلية المياه ومرافق معالجة مياه الصرف الصحي.

 

كما تمكنت الأونروا وشركاؤها في المجال الإنساني من جمع حوالي 400 طن من النفايات الصلبة داخل وحول الملاجئ، وإجراء 30 ألف استشارة رعاية صحية أولية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين.

 

سلمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 61 شاحنة تحتوي على المواد الغذائية وغير الغذائية والمياه وأدوية الرعاية الصحية الأولية والإمدادات الطبية الطارئة إلى أربعة مراكز توزيع في الشمال، وهذه هي أكبر عملية تسليم مساعدات إلى الشمال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية.

في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، أطلق سراح 17 رهينة محتجزين في غزة و39 معتقلًا فلسطينيًا محتجزين في السجون الإسرائيلية. ومن بين الرهائن المفرج عنهم 13 إسرائيليا – خمس نساء وثمانية أطفال – وأربعة أجانب. ومن بين المعتقلين الفلسطينيين ست نساء و33 صبيا.

 

15 ألف شهيد

منذ دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في الساعة 7:00 يوم 24 نوفمبر، توقفت الغارات الجوية والقصف والاشتباكات البرية، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية.

ولم يتم إصدار أي أرقام جديدة للوفيات خلال الـ 48 ساعة الماضية. وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي، حتى الساعة 18:00 من يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر، استُشهد أكثر من 14 ألف و800 شخص في غزة، من بينهم حوالي 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة.

 

اعتقال واستهداف النازحين

في يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر، واصل الجيش الإسرائيلي الدعوة والضغط على سكان الشمال للمغادرة باتجاه الجنوب عبر “ممر” على طول الشريان المروري الرئيسي، طريق صلاح الدين، بين الساعة 9:00 والساعة 16:00. علاوة على ذلك، أعلنوا منع تنقل الناس من الجنوب إلى الشمال.

وكانت القوات الإسرائيلية تعتقل بعض الأشخاص الذين يتحركون عبر “الممر”. وأفاد النازحون الذين أجرى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مقابلات معهم أن القوات الإسرائيلية أنشأت نقطة تفتيش غير مأهولة حيث يتم توجيه الأشخاص من مسافة بعيدة للمرور عبر مبنيين، حيث يُعتقد أنه تم تركيب نظام مراقبة، يُطلب من النازحين داخليًا إظهار هوياتهم والخضوع لما يبدو أنه فحص للتعرف على الوجه.

 

وفي الأيام الأخيرة، لوحظت حركة الأطفال غير المصحوبين والعائلات المنفصلة في “الممر”. وتساعد الجهات الإنسانية الفاعلة هؤلاء الأطفال، بما في ذلك من خلال تسجيل الحالات. ومع ذلك، هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لزيادة تواجد فرق حماية الطفل في مراكز الإيواء؛ تعزيز كفاءة التسجيل وتلبية الاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأطفال.

وبحسب فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، تم توثيق إحدى هذه الحالات خلال الأسبوع الماضي، وهي حالة طفل اضطر لعبور الحاجز بمفرده بعد اعتقال والده على الحاجز. وقام الفريق بتسجيل بياناته، ونقلته عائلة أخرى إلى ملجأ تعمل إدارته على حماية هؤلاء الأطفال، تحسباً للم شملهم مع عائلاتهم.

 

1.7 مليون نازح في غزة

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.7 مليون شخص في غزة، أو ما يقرب من 80% من السكان، أصبحوا نازحين داخلياً. ومن بينهم، يعيش ما يقرب من 896 آلاف نازح داخليًا في 99 منشأة في الجنوب.

وبسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في ملاجئ الأونروا، فقد حدثت زيادات كبيرة في بعض الأمراض والحالات المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والحالات المرتبطة بالنظافة مثل القمل.

قام أحد الشركاء الإنسانيين بتنفيذ تدخلات مع النازحين الضعفاء وساعد حوالي 4 آلاف شخص من ذوي الإعاقة والجرحى، بما في ذلك الأطفال، بتزويدهم بالأجهزة المساعدة والنظارات ومستلزمات النظافة وغيرها.

وفي الشمال، لا تزال هناك مخاوف جدية بشأن الجفاف والأمراض المنقولة بالمياه بسبب استهلاك المياه من مصادر غير آمنة، ومحطة تحلية المياه وخط الأنابيب الإسرائيلي الذي يزود الشمال بالمياه لا يعملان.

لم يتم توزيع المياه المعبأة على النازحين المقيمين في الملاجئ لمدة أسبوعين تقريبًا بسبب عدم قدرة الشركاء على الوصول إلى الشمال.

 

 

في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، دخل إلى غزة من مصر 129 آلاف لتر من الوقود وأربع شاحنات من غاز الطهي لليوم الثاني على التوالي. وتقوم الأونروا بتوزيع الوقود في الجنوب لدعم توزيع الغذاء وتشغيل المولدات في المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي والملاجئ وغيرها من الخدمات الحيوية.

أُرسل ما مجموعه 200 شاحنة من البضائع في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، منهم 187 دخلوا غزة حتى الساعة 19:00.

في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، غادر غزة عبر معبر رفح 15 جريحًا ومريضًا، بالإضافة إلى اثنين من مرافقيهما وطاقم طبي. – خروج 25 مواطناً مزدوجاً وأجنبياً من قطاع غزة إلى مصر. هذه الأرقام لا تشمل الرهائن المفرج عنهم.

وظل معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، والذي كان قبل الأعمال العدائية نقطة الدخول الرئيسية للبضائع، مغلقا.

منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، يعاني قطاع غزة من انقطاع التيار الكهربائي، بعد أن قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء، ونفاد احتياطيات الوقود اللازمة لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.

 

تدهور الأوضاع الصحية في القطاع

وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر، قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتسليم إحدى عشرة سيارة إسعاف وثلاث عربات وسرير مسطح إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة للمساعدة في إجلاء الجرحى الذين ما زالوا هناك.

ومن بين 24 مستشفى كانت تعمل في الشمال قبل الحرب، تشير التقديرات إلى أن أربعة مستشفيات صغيرة فقط هي التي تعمل وتستقبل مرضى جدد. ومن بين 11 منشأة طبية في الجنوب، ثمانية منها تعمل حاليًا. وقد انخفضت سعة الأسرة في جميع أنحاء غزة من 3 آلاف و500 سرير قبل الحرب إلى ألف و400 سرير في الوقت الحاضر، وسط ارتفاع أعداد الباحثين عن العلاج. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن مستشفى واحداً فقط من المستشفيات العاملة حالياً في الجنوب لديه القدرة على علاج حالات الصدمة الحرجة أو إجراء عمليات جراحية معقدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى