شكاوى

كارثة إنسانية وشيكة في مخيمات النازحين في دارفور بسبب نقص الغذاء والدواء

حذرت منظمة شباب من أجل دارفور (مشاد)، من أن الأوضاع الإنسانية في مخيمات النازحين بإقليم دارفور، تُنذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة بسبب نقص الغذاء الحاد وانعدام الدواء.

تعبر مشاد، عن مخاوفها من تزايد حالات الوفيات وسط الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، جراء تفشي أمراض سوء التغذية، وقد لجأ الكثيرون إلى أكل الجراد تعويضاً عن عدم حصولهم على الغذاء.

 

إعاقة وصول المساعدات

توضح المنظمة، أن استمرار اعتداءات مليشيات الدعم السريع على المدنيين، فرضت ظروفاً إنسانية بالغة التعقيد، ما أدى إلى إعاقة توصيل المساعدات للمتضررين من النازحين في مراكز الإيواء بإقليم دارفور.

وكما أن هناك ارتفاع كبير لحالات الوفاة وسط المدنيين، في الولايات التي تقع تحت سيطرة مليشيات الدعم السريع، وسط شح حاد في الغذاء والخدمات الأساسية، حيث ترزح الكثير من الأسر تحت وطأة المجاعة.

تشدد منظمة مشاد، على ضرورة قيام الدولة بدورها تجاه مواطنيها، الذين ضاقت بهم الحياة بسبب حصار المليشيات لهم. إذ أن الوضع سيؤدي لوقوع كارثة إنسانية إذا ما أستمر على ما هو عليه.

 

تتوجه مشاد، بنداء عاجل للمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية بتوفير المساعدات للمتأثرين بالحرب، وتفعيل وسائل تدخلاتها الإنسانية لضمان وصول الإغاثات للنازحين.

 

تدهور الأوضاع في دارفور

الصراع في السودان على وشك أن يُتم عامه الأول، حيث تسبب ذلك بنزوح أكثر من 8 ملايين شخص. وتتحمل البلاد الآن عبء أعلى معدل نزوح على مستوى العالم وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة. وقد تدهور الوضع الإنساني في دارفور، الذي كان مأساوياً قبل بدء النزاع أصلاً، حيث لجأ 37%من إجمالي النازحين بسبب الحرب إلى منطقة دارفور حصراً.

 

وأصبحت أكثر من 70% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة لم تعد تعمل، الأمر الذي يترك ثلثي سكان السودان دون الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. ولا يزال الناس في جميع أنحاء إقليم دارفور يواجهون النزوح على نطاق واسع، وانعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاية فرص الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، ونقصاً في حماية المؤسسات الصحية. إن المستوى الحالي للمساعدات الإنسانية غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمجتمعات المتضررة، وهناك حاجة ماسة إلى زيادة الدعم الدولي على مستويات الموارد والتمويل والموظفين. وتدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى زيادة الاستجابة الإنسانية في جنوب دارفور، حيث تتطلب الأوضاع الطبية والإنسانية اهتماماً فورياً وجهوداً جماعية.

تقول روث كوفمان، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان: “إن نقص الإمدادات الحيوية، بما في ذلك اللقاحات، يؤدي إلى تفاقم الوضع المأساوي الذي يعيشه الناس في دارفور كل يوم، مما يتركهم دون الحصول على الرعاية الصحية، ويتفاقم هذا الأمر بسبب العوائق الإدارية التي تواجهها المنظمات، والتي تعيق وصول الإمدادات الطبية والموظفين الدوليين إلى المنطقة”.

 

انتشار سوء التغذية

واستجابةً للأزمة، قامت منظمة أطباء بلا حدود منذ يناير/كانون الثاني 2024 بتكثيف جهودها واستأنفت أنشطتها في نيالا، إحدى أكبر المدن في السودان. إذ تقدم فرقنا خدمات رعاية الأمومة والطفولة في مستشفى نيالا التعليمي. كما نقوم بتوفير برامج فحص وعلاج سوء التغذية للأطفال دون سن الخامسة في مستشفى الوحدة جنوب ومركز بليل للرعاية الصحية لكل من النازحين والمجتمعات المحلية.

 

تضيف كوفمان: “في عام 2023، اضطرت فرق منظمة أطباء بلا حدود في نيالا إلى تعليق أنشطتها بسبب تصاعد القتال. لقد عدنا للعمل هنا، لكن الوضع لا يزال متقلبا للغاية.” قامت فرقنا بتوسيع عملياتها في جبل مرة، حيث نقدم الرعاية الطبية الحيوية مثل علاج سوء التغذية وخدمات الصحة الإنجابية للمجتمعات في المناطق التي يصعب الوصول إليها في تورونج تونغا وكالوكوتنج وديلي.

 

ولا يزال الوضع الإنساني في جميع أنحاء دارفور كارثياً، مع انتشار سوء التغذية على نطاق واسع وانهيار البنية التحتية للرعاية الصحية. وتعيق العمليات الإدارية الطويلة والعقبات الأمنية التي تواجهها منظمات مثل أطباء بلا حدود لإيصال المساعدات المنقذة للحياة، مما يؤدي إلى تفاقم معاناة المجتمعات المتضررة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى